دموع فريد الأطرش ، الجزء الرابع . 4
صفحة 1 من اصل 1
دموع فريد الأطرش ، الجزء الرابع . 4
تكملة ... الكلام منقول من كتاب ( دموع فريد الأطرش .. لمؤلفه الأستاذ . فوميل لبيب ) .. ( الجزء الرابع من الفصل الأول ) .. ( فريد الأطرش . الفصل الأول . طريق الدموع ) .... ولا كان يدرك فريد أنها فرصة لكي يعب من السعادة لأيام السود القادمة ! كان ينصرف من القصر ليلعب مع الصبية الفقراء . أحدهم أغراه بأن يذهب معه إلى شاطىء بيروت عند الروشة لكي يعاونه في صيد السمك ، وفريد الذي لم يكن قد تجاوز السادسة من عمره . أطاع في غير تردد ، فهرب من خادمته ، وهرع إلى البحر .. وأمضى سحابة النهار في صيد السمك . وتحمس وأوغل في الماء فجاءت موجة عالية واختطفته ، صديقه الذي معه ارتاع وصرخ فتجمع الناس واندس في الماء باسل منهم وخرج بفريد وهو يصارع الموت ، فأفرغ ما في جوفه من ماء مالح ، وسأله ابن من يكون ، وحمله إلى القصر وهو في عجب من أمر ابن الأكابر يساعد في الصيد مرتزقاً ! فلما عاتبت الأم فريداً قال : صديقي الجائع .. ألا أعاونه في تحصيل قوته ؟ وعرفت الأم لماذا كان فريد يأخذ الفاكهة ويقول أنه سيأكلها في الحديقة ، ولماذا كان يدخل إلى المطبخ ويخرج منه بلفافة فتتغاضى عنه حاسبة أنه يفعل خيراً ، وخيراً كان يفعل ، ولكن هل يفعل الخير إلى حد أن يوشك على الموت ؟ ترى هل يجد هو بعد ذلك من يحمل له لفافة طعام شهي من قصر غني ؟ ترى هل يصادف من يبذل له حياته مثلما كان يبذل لصديقه الفقير ؟ . سألت الأم نفسها هذه الأسئلة ! ولم تجد جواباً غير صور من الماضي تتابع عبر مخيلتها وتسلمها للضنى الشديد والحزن الكثيف ! آخر تلك الصور صورتها وهي عند الأمير سليم الأطرش حاكم جبل الدروز ، فقد التقت به في قصره في دمشق ، وسألته في فضول : ماذا تريد يا سليم ؟ فهد الأطرش ابن عمي .. تعلمين .. لقد انضم إلى صفوف الثوار في الجبل ! . وماذا في هذا . إنني أعرف ذلك منذ تركنا ، وأعرف أن الجبل تحول إلى ميدان قتال تفرشه الدماء .. لو كان ابن عمك يرعى أسرته لما تركنا للوحدة والقلق .. إنني فررت من بيروت فراراً حين علمت أن الفرنسيين يتربصون بأسرة فهد الأطرش ليعتقلوها .. إنني أتحمل أي شيء كان ما ذنب هؤلاء الصغار ؟ . مهلا يا زوجة ابن العم ! فهد الأطرش أرسل يطلبك مع الأولاد لتذهبوا إلى الجبل وستكونون في الحمى .. كل الحمى ، وستقيمون في قلب كل درزي ! . ماذا يفعل الصغار إذا أصابت رصاصات الفرنسيين قلوب الدروز جميعاً ! . فكظم سليم الأطرش غيضه وقال بلهجة حاسمة : مطلوب مني أن آخذ أولاد ابن عمي إليه ، أما أنتِ فافعلي ما تشائين بعد ذلك ! . فقالتِ بلهجة أشد حسماً : . الله لا يرك ذرية إن أنتَ فرقتَ بيني وبين أولادي ! . وأصابت الرمية مقتلاً من سليم الأطرش ، فقد كان يشتهي الذرية والسماء بها ضنينة ، ومدار الأمل في غمره أن ينجب ، وها هي عالية تطلق دعاء أم مكروبة ، وحتماً فتحت السماء أبوابها للدعاء ! . وظل سليم الأطرش بلا حراك لدقائق ، فلما تحرك من مكانه هبت إلى أولادها تحميهم منه ، وحلقت ابتسامة باهتة على شفتيه ومضى إلى حجرة جانبية ، وأحضر كيساً من النقود ، عاد به إلى الأم وهو يقول : . حد الله بيني وبينكِ ! خذي هذه النقود واذهبي ... نكمل فيما بعد ... لنشر التراث الفني ، لموسيقار الشرق الأوحد الموسيقار العالمي فريد الأطرش ، والمحافظة عليه -- For the dissemination of the artistic heritage of eastern Arab . Composer, singer, actor and film producer . The master of the Oud ( Lute ) FAREED EL-ATRASH . ( 1917 - 1974 ) . And maintain it .
Yuosif Zia Canta- فريدي
- عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 12/11/2011
العمر : 53
الموقع : IRAQ . BAGHDAD
مواضيع مماثلة
» دموع فريد الأطرش - الجزء الرابع عشر - 14
» دموع فريد الأطرش - الجزء السادس - 6
» دموع فريد الأطرش - الجزء السابع - 7
» دموع فريد الأطرش - الجزء الثامن - 8
» دموع فريد الأطرش - الجزء التاسع - 9
» دموع فريد الأطرش - الجزء السادس - 6
» دموع فريد الأطرش - الجزء السابع - 7
» دموع فريد الأطرش - الجزء الثامن - 8
» دموع فريد الأطرش - الجزء التاسع - 9
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى