منتدى موسيقار الأزمان وأسمهان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دموع فريد الأطرش - الجزء السادس - 6

اذهب الى الأسفل

دموع فريد الأطرش - الجزء السادس - 6 Empty دموع فريد الأطرش - الجزء السادس - 6

مُساهمة من طرف Yuosif Zia Canta الثلاثاء يناير 17, 2012 9:43 am

تكملة ... الكلام منقول من كتاب ( دموع فريد الأطرش ، لمؤلفه الأستاذ فوميل لبيب ) . ( الجزء السادس والأخير من الفصل الأول ، والجزء الأول من الفصل الثاني) .. ( فريد الأطرش ، الفصل الأول ، طريق الدموع ) .... ثم راحت تجد من كل هذا الماضي باباً تدخل منه إلى المستقبل ... فهل يمكن التكهن بشيء عما يطويه القدر ، وهل يستطيع الخيال أن يسبق الأيام القادمة ويرسم لها صورة تدخل الطمأنينة وتهدىء روع الأم التي تواجه الدنيا وحيدة .. إلا من ثلاثة أكوام من اللحم ، تفتح أفواهها لتطلب الطعام ، وتمد أطوالها فتطلب الثياب ، وتنشر أيديها تطلب المصروف ! وتوقفت الأم عن الاسترسال في أفكارها عندما استرخى القطار عند القنطرة وصعد إليه رجال الجوازات ! وعند الأم وأولادها توقفوا .. من أنتِ ومن أعطاكِ إذناً بالدخول ، فتجيبهم الأم بلهجة درزية فيها استعلاء ! وتتحرك في الرجال عروق التحدي : ليس لكِ من يعرفكِ في القاهرة فلن تدخلي .. ليس الأمر فرطاً كما تتصورين .. فانبرت الأم تقول : . بل يعرفنا سعد زغلول ! إنه شبيه في الكفاح بسلطان الأطرش وزوجي فهد .. هم صديقان على طول المدى فسألوه .. وتبدلت لهجة التحدي عند رجال الجوازات إلى شروع في الملاينة ، وذهب أحدهم إلى جهاز التليفون ليطلب رئاسته ، ورئاسته طلبت بيت الزعيم سعد ، فلما سمع سعد اسم فهد الأطرش أصدر أمره بأن تدخل الأسرة البلاد بغير قيد أو شرط ، وفي تجلة واحترام حمل رجال الجوازات النبأ إلى الأم وأولادها الذين كانوا قد فتحوا أعينهم كالفناجين بعد أن طار منها النوم ! .. وفي غضون عام / 1924/ بلغ القطار القاهرة ------ ( فريد الأطرش - الفصل الثاني - فريد وكوسه ) ..... فريد الذي في السابعة قال لفؤاد الذي أكمل دستة أعوام : . فؤاد ماذا حدث .. لماذا نسكن في هاتين الحجرتين الضيقتين .. بالله عليكَ قل لي متى يجىء أبونا ويحمل لنا الهدايا والحلوى ومفاتيح قصرنا في بيروت ؟ فيردعه فؤاد : . اخفض صوتكَ يا فريد .. إن أمنا لاتكف عن البكاء منذ جاءت ، إنها اشترت بأكثر مما معها من نقود هذه الحشيات التي ترى ، والمقاعد التي تتساند على الحائط ، إنها تطهو طعامنا بنفسها ، وماء الغسيل يقرح أصابع العز في يديها .. لا تنخزها بهذا الكلام ! وفريد بدأ يعي ما حوله ! عرف كل حقائق حياته الجديدة رغم هذا كله ، لأن أمه أكثرت من الغناء له بصوت فيه دموع ، وكان كل صبح يطلع على فريد يضيف إلى نسيج الحقيقة التي بدأت تتضح خيطاً جديداً .. فيزيده يقيناً من أن الأسرة صارت إلى الفقر لا محالة ، وإلى أن العز القديم لم يعد غير ذكريات . ! من حقه أن يباهى بها بين صبية الحارة ، ولكن ليس له أن يعلق عليها المنى .. وكانت كمية اللحم التي تحملها الأم إلى البيت تتناقص يوماً بعد يوم ، وتشي بأن الأفلاس وشيك ! والجودة من الموجود ، ولا تستطيع الأم إلا أن تعدل بين الثلاثة في أنصبة اللحم ! وفريد الذي يحب المداعبة يحتفظ بنصيبه حتى ينتهي فؤاد وأسمهان من التهام أنصبتهما ، فيبرز ما معه وهو يحرك لسانه في الهواء يغيظ الاثنين ، وأسمهان لا تستطيع أن تكظم غيظها ، فتدفع قطتها إلى قطعة اللحم فتختطفها القطة وتجري بها إلى ركن الحجرة ، ويقفز كلبها الصغير فيختطف قطعة اللحم من فم القطة بعد معركة سريعة بين قرقعة ضحكات أسمهان مع فؤاد .. أما فريد فيستبد به الغضب .. فيثب على الكلب وثباً ، ويلاحقه بين الحجرات ، ولا يتركه يهنأ بقطعة اللحم .. ينتزعها من فمه ويجري إلى صنبور الماء فيغسلها ، ويعود بها وهو يمضغها في تلذذ .. ويتوقف لحظة ليخرج لسانه لأسمهان وفؤاد .. يغيظهما .. والأم التي تضحك لكل هذا يدمي قلبها ما ترى ... نكمل فيما بعد ....
Yuosif Zia Canta
Yuosif Zia Canta
فريدي
فريدي

عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 12/11/2011
العمر : 53
الموقع : IRAQ . BAGHDAD

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى