دموع فريد الأطرش - الجزء السادس عشر - 16
صفحة 1 من اصل 1
دموع فريد الأطرش - الجزء السادس عشر - 16
تكملة ..... الكلام منقول من كتاب { دموع فريد الأطرش ، لمؤلفه الأستاذ فوميل لبيب } ... { الجزء السابع من الفصل الثالث } .... { فريد الأطرش ، أول الطريق ، الفصل الثالث } .......... ومضى فريد يعزف حتى أكمل ساعة ، فانتفض الغريب واقفاً ، وشد على يد فريد في إعجاب وقال له ! ستكون موسيقياً كبيراً .. إنني من قلبي أهنئكَ وأتنبأ لكَ بمستقبل عظيم .. وبدأ يسأل فريد عن أحواله ، وعلى طرف لسان فريد سؤال حائر .. كان يريد أن يسأله من أنتَ يا سيدي ؟ ولكنه تردد ثم مضت الثواني فتبدد السؤال من على شفتيه ، وخرج الرجل وأغلق الباب من خلفه ، وعينا فريد مفتوحتان على دهشة وعجب .. وجرى فريد إلى الخارج يسأل كل من يصادفه عن هذا الرجل , فقالوا له في إجماع ! هذا مدحت عاصم ... وكان فريد يعرف أن مدحت عاصم فضلاً عن ثرائه وتألقه في مجتمع المترفين موسيقي معروف ! وعجز فريد أن يفهم لماذا جاءه مدحت عاصم ، فقرر أن يغلق باب الحدس والتخمين في هذا الموضوع ، وحين نقل إلى زميليه ، ابراهيم حمودة ، ومحمود الشريف هذا الخبر ضحكا قائلين ! { خير إن شاء الله } ... ولكن الخير لم يكن حصاد تلك الأيام ، فقد اقترب موعد امتحان فريد في معهد الموسيقى فأصيب بزكام ! وانتقل الزكام إلى صدره فأحس فيه فرقة موسيقية تعزفُ نشازاً لا ينقطع كلما ألح عليه الأرق ، ولم يكن عند الأطباء ما يمكن أن يشفيه بين يوم وليلة ، فذهب إلى المعهد صبيحة الامتحان وجسده يصهد بالحمى .. وكان أساتذة الامتحان مصطفى رضا ، وصقر علي ، ومحمد فتحي ، وسامي الشوا ، وقال لهم أنه مريض فأصروا على أن يغني ، فغنى والمكروبات تسد حلقه وتضع صدأ على حبال صوته .. وكانت آهته آهة محموم يتأوه فتقاربت رؤوس الممتحنين في ضجر ، وتهامسوا .. فسكت ، ثم حمل عوده ورحل ! وتلقى فريد بعد أيام خطاباً بفصله من المعهد ... كانت الطعنة قاسية على فريد ، كانت هزيمة ، وهو لا يحب الهزيمة ولا يستكين لها ، وفكر في أن يذهب إلى أحمد زكي باشا يشكو له ما فعله به أساتذة المعهد .. ثم صرف نفسه عن هذا الخاطر .. وقرر أن يثبت لأساتذة المعهد الذين قرروا فصله أنهم أخطأوا في تقديرهم ، وأنهم ظلموه .. قرر مثلاً أن يقدم أشياء جديدة من المحطة الأهلية التي يغني فيها ، ولكن الصحف حملت إليه نبأ زلزل كيانه .. النبأ أن محطة إذاعة حكومية تشق طريقها إلى الوجود ، وأن المحطات الأهلية كلها ستلف في كفن وتدفن إلى الأبد ! وأودع فريد أمانيه ذات القبر الذي دفنت فيه المحطات الأهلية ، ولم يكن له أمل كبير في أن يقفز به فن الصالات بين يوم وليلة إلى النجاح الذي يريده والذي يؤكد للظالمين قسوتهم عليه ، إذ فصلوه من معهد الموسيقى ، فأظلمت نفسه بهذه التعاسة كلها ....... نكمل فيما بعد ......
Yuosif Zia Canta- فريدي
- عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 12/11/2011
العمر : 53
الموقع : IRAQ . BAGHDAD
مواضيع مماثلة
» دموع فريد الأطرش - الجزء السادس - 6
» دموع فريد الأطرش ، الجزء الخامس . 5
» دموع فريد الأطرش - الجزء الثامن عشر - 18
» دموع فريد الأطرش ، الجزء الثاني . 2
» دموع فريد الأطرش ، الجزء الثالث . 3
» دموع فريد الأطرش ، الجزء الخامس . 5
» دموع فريد الأطرش - الجزء الثامن عشر - 18
» دموع فريد الأطرش ، الجزء الثاني . 2
» دموع فريد الأطرش ، الجزء الثالث . 3
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى