دموع فريد الأطرش ، الجزء الخامس . 5
صفحة 1 من اصل 1
دموع فريد الأطرش ، الجزء الخامس . 5
تكملة ... الكلام منقول من كتاب ( دموع فريد الأطرش ، لمؤلفه الأستاذ فوميل لبيب ) .. ( الجزء الخامس من الفصل الأول ) .. ( فريد الأطرش - الفصل الأول - طريق الدموع ) ... وحتماً فتحت السماء أبوابها للدعاء ! وظل سليم الأطرش بلا حراك لدقائق ، فلما تحرك من مكانه هبت إلى أولادها تحميهم منه ، وحلقت ابتسامة باهتة على شفتيه ومضى إلى حجرة جانبية ، وأحضر كيساً من النقود ، عاد به إلى الأم وهو يقول : حد الله بيني وبينكِ ! خذي هذه النقود واذهبي ... وخرجت وهي لا تكاد تصدق أنها أنقذت فلذات كبدها من الموت في الجبل ، وفكرت في أين تفر بهم بعد أن أصبح الخطر خطرين ، خطر الفرنسيين وخطر فهد الأطرش ! حين عادت إلى بيروت لم تكن تنام الليل وهي تحرس بعينها فراخها الصغار ! وكان أرقها يزداد مع كل خبر يصل من جبل الدروز فيقول أن القتلى الفرنسيين يسقطون بالعشرات ، وأن معنى هذا أن الفرنسيين لن يفلتوها من أيديهم ، وكانت في تلافيف رأسها فكرة تختمر وتبين لها المعالم والخطوط يوماً بعد يوم ، فكرت في أن تذهب إلى مصر ، فقد قرأت عن مصر كثيراً ، وعرفت أنباء ثورة الشعب مع سعد زغلول ... تلك الثورة التي فجرت في قلوب العرب حباً لها ، وعرفت أنها دار مضيافة تفتح ذراعيها لكل عربي ، وفيها الخير العميم ... ولم يبقى على تنفيذ الفكرة إلا السبب الأخير ، والموقف القاهر . ذات منتصف ليل دق الباب فارتاعت عالية ، وأحتضنت أطفالها وهي تسأل الطارق من أنتَ وماذا تريد .. وهل هذا وقت تطرق فيه بيوت الناس ، لأوقظن الخدم أولاً ليقابلوكَ .. لا تدعي العجلة فأنا أعرف أحاييل اللصوص ! أما الطارق فقد كان في صوته توسلاً لا يخفى فلما تبينت عالية فتحت ضلفة الباب وشرعت أذنا لتسمع : .. سيدتي .. صدر أمر القبض عليكم .. هيا إلى الفرار ، أنا درزي وأنتم أهلي وعشيرتي .. وتذكرت عاليه كيف فروا في السيارة التي أحضرها طارق الليل الذي لا تعرفه ، وكيف تركت أطراف بيروت قبل أن يتنبه إليها الفرنسييون ، ثم كيف اندفعت إلى القطار في حيفا .. ومقصدها القاهرة ! ثم نشرت الأم غطاءً خفيفاً على أولادها ... فؤاد وفريد وأسمهان وراحت تتجول بعينها في المسافرين من حولها ، كانوا يثرثرون ولا يكفون عن اللغط أما هي فوجدت في الصمت ملاذها لترتب صور الماضي ابتداء من يوم كاد فريد يغرق ، حتى اللحظة التي كادت الأسرة فيها تقع في يد الفرنسيين ! ثم راحت تجد من كل هذا الماضي باباً تدخل منه إلى المستقبل .. فهل يمكن التكهن بشىء عما يطويه القدر ، وهل يستطيع الخيال أن يسبق الأيام القادمة ويرسم لها صورة تدخل الطمأنينة وتهدىء روع الأم التي تواجه الدنيا وحيدة .. إلا من ثلاثة أكوام من اللحم ، تفتح أفواهها لتطلب الطعام ، وتمد أطوالها فتطلب الثياب ، وتنشر أيديها تطلب المصروف .... نكمل فيما بعد ... لنشر التراث الفني ، لموسيقار الشرق الأوحد الموسيقار العالمي فريد الأطرش ، والمحافظة عليه -- For the dissemination of the artistic heritage of eastern Arab . Composer, singer, actor and film producer . The master of the Oud ( Lute ) FAREED EL-ATRASH . ( 1917 - 1974 ) . And maintain it .
Yuosif Zia Canta- فريدي
- عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 12/11/2011
العمر : 53
الموقع : IRAQ . BAGHDAD
مواضيع مماثلة
» دموع فريد الأطرش - الخامس عشر - 15
» دموع فريد الأطرش - الجزء الثامن عشر - 18
» دموع فريد الأطرش ، الجزء الثاني . 2
» دموع فريد الأطرش ، الجزء الثالث . 3
» دموع فريد الأطرش ، الجزء الرابع . 4
» دموع فريد الأطرش - الجزء الثامن عشر - 18
» دموع فريد الأطرش ، الجزء الثاني . 2
» دموع فريد الأطرش ، الجزء الثالث . 3
» دموع فريد الأطرش ، الجزء الرابع . 4
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى