دموع فريد الأطرش - الجزء الرابع عشر - 14

تكملة .... الكلام منقول من كتاب ( دموع فريد الأطرش ، لمؤلفه الأستاذ فوميل لبيب ) .. ( الجزء الخامس من الفصل الثالث ) .. ( فريد الأطرش . أول الطريق . الفصل الثالث) ...... وواصل فريد كفاحه ، بين بلاتشي وبديعة .. وهو يذهب إلى المدرسة والمعهد .. وقد قرب امتحان الابتدائية فصدم عنده صدمه مروعة ، قالت له إدارة المدرسة أنها لن تقدم أوراقه إلى الامتحان لأنه كثير الغياب وغير مضمون النجاح .. ثم هي كمدرسة بطريريكية لا يليق بها أن تقدم طالباً يقول عنه الناس أنه يغني في المسارح ! ودافع فريد عن نفسه فلم يجد دفاعه فتيلاً ، وذهب شقيقه فؤاد إلى ناظر المدرسة فتكشف له أن ناظر المدرسة لاذ بجبل الدروز ذات مرة من جبروت الفرنسيين في بيروت .. فأكرمه أهل الجبل ولقي من النخوة ما لا ينسى ، هنا قال أنه سيقدم أوراق فريد شريطة أن يدفع الرسوم ، وكانت الأم لاتملك الرسوم ولا فريد .. فاقترضوها من الجيران ! وأحس فريد أنه في معركة ، ولا بد أن ينجح ، ويثبت للمدرسة أنها أخطأت حين فكرت في حرمانه من الامتحان لأنه غير مضمون النجاح ، وهي لا تتقدم إلا بمن تتوسم فيهم النجاح حرصاً على سمعتها بين المدارس .. فانقطع فريد للاستذكار ، ولم يكن مصباح الغاز في البيت يغري بالاستذكار داخل البيت فكان فريد يذهب إلى المطرية .. وكان أيامها يسكن حدائق القبة ، ويختار عامود كهرباء ساطع الضوء يمكث تحته بالساعات يستذكر .. وأدى الامتحان ونجح . وأذاعت إحدى محطات الإذاعة الأهلية .. وكان فريد يغني فيها .. أذاعت تهنئة له .. فاستقبله أولاد الحارة بزفة ! وكان فريد الأول على كل أقرانه في المدرسة البطريريكية ... كان فريد في تلك المرحلة في أول الطريق ، وأول الطريق دائماً وعر ، وضيق ، كان يدخل المستقبل من عنق زجاجة ، وكان يتمنى بسط الرزق حتى يكفل أسرته ، فهذا هو همه الأكبر .. ومن أجل هذا الهم كان يتنقل بعمله في الحفلات بين بديعة مصابني ، وماري منصور ، وعلية فوزي ، ومحطة آلياس شقال الإذاعية ، وكان كلما ارتفع دخله انتقل بالأسرة من شقة إلى شقة جديدة تليق بالزيادة في دخله .. وشغلته لقمة العيش عن التخطيط للغد .. ولكن الأقدار كانت تدبر للكادح الصغير مستقبل ! .... نكمل فيما بعد .....